“من حصون القلاع العثمانية إلى التراث الحضارة الأمازيغية … الشدة التلمسانية معلم تاريخي بإمتياز”
العودة إلى الزمن الأندلسي الجميل الراقي ليس بالأمر المستحيل، الزفاف التلمساني يحيي تلك الحقبة الزمنية بوجود الأميرات الأندلسيات أيضا … إنها “الشدة التلمسانية العريقة”.
لباس تقليدي جزائري من مدينة “تلمسان” أقصى الغرب تمتاز به وما جاوارها في المنطقة الغربية, “الشدة” لباس العروس الدي تزف به لحظة مغادرتها بيت أبيها, هدا اللباس يتميز بثقل وزنه حيث يصل إلى خمسة عشر كيلوغرام, يحوي قطعا, مرصع بمجوهرات كثيرة جدا وخيوط دهبية لماعة, يعد من أشد الألبسة التقليدية الجزائرية فخامة لشموليته الكم الهائل من المجوهرات.

الشدة الجزائرية معلم تاريخي متنقل يحمل قيمة وخلفيات عميقة جدا جعلته ضمن مصنفات ضمن مصنفات التراث الأنساني لليونيسكو.
كل خطب فيها إلا وله معنى، البداية مع الإسم، بخصوص الإسم تباينت الروايات هناك من يقول أنه يعود إلى الحلي والزينة التي تضفي لمعانا شديدا فسمي ب”الشدة”.
أحاديث أخرى تؤكد أن سبب هته التسمية خيوط اللباس ومجوهراته المتماسكة والمشدودة مع بعضها بشدة, في حين من يظن أن هدا اللباس اختبار لصبر العروس وطول بالها عند ارتداءه لشدة ثقله من بين الأهل إلى بيت الزوجية.
مما يميز العرس التلمساني والشدة أنها ليست حكرا على العروس ليلة الزفاف فقط وإنما ضروري أن تكون أخريات ترتدين نفس اللباس, بملاحظة أن شدة المتزوجة تختلف عن شدة العزباء في بعض القطع.
مما تتشكل “الشدة الجزائرية التلمسانية”
يتشكل هدا اللباس التاريخي من قطع الفستان والأخرى المجوهرات, القطع التي ترتديها العروس هي متناسقة اللون والطرز تبدأ من الأعلى “الشاشية”، “القفطان” أو “القرفطان”,”البلوزة” و “الفوطة”.

كلها مطرزة بخيوط دهبية ومرصعة بالاحجار الملونة. “الشاشية” و”القفطان” تفصل من قماس يسمى “القطيفة” منمقة بحبات لؤلؤ والطرز بالدهبي أو الفضي مثلما تسمى بالجزائري “الفتلة” بخصوص “الشاشية” فهي قطعة مخروطية الشكل توضع على الرأس متوارثة من حضارة الأندلس مزينة بالأحجار. أما بالنسبة “البلوزة” و “الفوطة” فهما من قماش “المنسوج”، قماش يمتواجد إما بالون الدهبي أو الفضي يوجد ويصنع في مدينة تلمسان فقط لاغير على مستوى الجزائر والعالم بأسره. “الفوطة ” قطعة قماش طويلة تلف حول الخصر تطول إلى كعب القدم تعود أصولها إلى حضارة الأمازيغ المترامية الأصالة. القطعة القماشية الأخيرة في لباس “الشدة” فهي قطعة مرصعة بالأحجار أيضا توضع على الرأس فوق “الشاشية” بالتحديد إسمها “العبروق”.
للحلي أيضا نصيب من القطع المختلفة على غرار الثوب بدوره ينقسم إلى قسمين ما يوضه على الرأس وما يوضع على الصدر.

القطع التي تزين الجزء العوي تعطي عند الإنتهاء من الإرتداء شكل تاج ثقيل, يضم قطعتي “الجبين” والزروف” أو مثلما يسمى في مناطق أخرى ب”خيط الروح” وبدورهما يتنوعان إلى أشكال وتمصاميم مختلفة،الأولى شكلها استوحي من قلاع الحقبة العثمانية والثانية على شكل سلسلسة مزينة بلمسة على شكل دمعة أو قطرة ماء، إن توفر فيه قطرة واحدة فهو للعزباء وإن كات ثلاثة فهي للمتزوجة, تلف القطعتان على الجبين بداية ب”الجبين” وفوقه “الزروف” أو “الزراريف” وهنا تظهر احترافية المرأة التي تركب القطع فكلها تركب فوق بعضها، يفوق عدد قطع “الجبين” ثلاث قطع و”الزراريف” إلى خمسة. ثم تضاف قطعتان متشابهتان شكلهما يوحي بشكل الأقراط تسمى “لونايس” توضع على الجانبين.

أما ما يوضع على الصدر يبدأ من أعلى العنق بقلادة تلف حوله تسمى “المديبحة” ثم يتواصل وضع سلاسل المجوهرات أو اللؤلؤ الأصلي في صيغة اللهجة الجزائرية “الحر” بشكل تسلسلي يغطي الصدر تماما يصل أحيانا إلى الركبة وتقول بعض الروايات في هدا السياق أن سلاسل الجوهر “الحر” تقي العروس من العين والحسد.

ثم يضاف فوقها قلادات ضخمة من الدهب الخالص تتنوع من “المسكية” التي لها نوع مصنوع من العنبر، قلادة “كرافاش بولحية” وهو نوع تراثي جزائري خالص لا يوجد في منطقة أخرى في العالم, أو “سلسلة اللويز” ثم الأساور و “البريم” وهو طابع خلخال خاص ب “الجزائر” .
الشدة التلمسانية الخاصة للعروس لا تكتمل دون “لعكر” وهو علامة حمراء ترسم على وجنتي الفتاة بشكل دائري تنقط باللون الأبيض ترمز لعدريتها دون نسيان “الحايك” قطعة قماش بيضاء اللون تغطى بها العروس كحجاب عن الأعين عند توديع بيت الأهل. ليست كل النسوة مؤهلات لتلبيس وتركيب قطع الشدة فهي مهمة صعبة تحتاج تعلما وتدريبا والعروس تهتم بها إمرأة بشكل خاص.

تراث الجزائر لم يخلق من العدم أو العبث أو محض الصدف والدليل لكل منطقة لباس وعادات ولكل منها تاريخ وحكايات يجب تثبيتها وترسيخها في زمن عيون العدو تتربص به يجب استرجاع ما سرق والتشهير بما هو دفين.
إيمان بوزار
لباس المرأة الجزائر
ية مستور و جميل فنفس الوقت كترونا من المقالات تعرف بلباس السترة تاعنا
الله يبارك ناس تلمسان